دمشق: عاصمة الياسمين وعبق التاريخ
"دمشق"، "الشام"،
"مدينة الياسمين"، تختلف الأسماء والمكان واحد، وهي عاصمة الجمهورية العربية السورية ومركز محافظة دمشق، كما أنَّها أقدم عاصمة في العالم وإحدى أقدم
وأعرق المدن بالتاريخ، حيث لمع اسمها كعاصمة للدولة الأموية التي تركت معالم
أبرزها المسجد الأموي، وقد احتلت المدينة مكانة إقليمية بارزة على صعيد الفنون
والآداب والسياسة، وحظيت باهتمام الأدباء والشعراء والرحالة ونظم في وصفها العديد
من النصوص الشعريّة والأدبية.
تعتبر دمشق أكبر تجمع سكاني في سوريا ومن ضمن
أكبر عشر مدن في الوطن العربي، حيث بلغ عدد سكان المدينة مع ضواحيها قرابة 6
ملايين نسمة.
تاريخ مدينة دمشق وسبب التسمية:
اختلفت الروايات في تحديد معنى تسميتها، ويرجح
بعضها أنَّها كلمة ذات أصول أشورية قديمة تعني الأرض الزاهرة أو العامر، كما يقال
إنَّها سميت "شام" نسبةً إلى سام بن نوح عليه السلام.
يعود نشوء دمشق إلى تسعة آلاف سنة قبل
الميلاد كما دلت على ذلك الحفريات التي وجدت في موقع تل الرماد، ويذكر الباحثون أنَّها
أقدم مدينة وعاصمة لعدة حضارات على مر التاريخ، ويقول بعض المؤرخين إنَّ تاريخها
يعود إلى ما قبل الألف السابع قبل الميلاد.
أصبحت دمشق بعد الفتح الإسلامي على يد القائد
خالد بن الوليد في عام 635م، مركزاً للدولة الأموية وشهدت المدينة في عهدهم
ازدهاراً وتطوراً كبيراً من الناحية الاقتصادية والسياسية والعمرانية، واستمرت
بذلك حتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية التي اتخذت من بغداد مركزاً
لها، وقد شهدت المدينة العديد من الحقب والحضارات حيث تداول على إدارتها كلٌ من الأمويين
والعباسيين والفاطمين والسلاجقة والأيوبيين والعثمانيين.
كانت دمشق خلال الحرب العالمية الأولى القاعدة
العسكرية للحليفتان تركيا وألمانيا إلى أن تمَّت السيطرة عليها في عام 1918م من
قبل قوات الثورة السورية بمساعدة الإنجليز، معلنةً بذلك انتهاء عصر سوريا العثمانية.
أعلنت دمشق عاصمةً للحكومة المستقلة بقيادة الملك
فيصل الأول في تاريخ 8 آذار 1920م، إلى أنَّ ذلك لم يدم طويلاً حيث دخلت القوات
الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون 24 يوليو 1920م، وفي سبتمبر أعلنت دولة دمشق
المصغرة ضمن خطة الانتداب الفرنسي، وفي عام 1922م نقلت عاصمة البلاد إلى حمص
واستمرت بذلك حتى تاريخ 1925م حيث عادت دمشق لتكون عاصمة البلاد.
كانت دمشق شرارة الإضراب الستيني في عام 1936م، وانطلقت منها احتجاجات 1939م التي أفضت لنزول وحدات الجيش الفرنسي السنغالية واحتلالها ساحات المدينة، وخلال الحرب العالمية الثانية نشبت معركة دمشق في عام 1941م، والتي أفضت لسيطرة الحلفاء ممثلين بالجيش البريطاني وقوات فرنسا الحرة على المدينة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انطلقت انتفاضة الاستقلال التي أدت لقصف المدينة واستمرت حتى نيل الجلاء.
مناخ مدينة دمشق:
يتميز مناخ دمشق بكونه قارياً جافاً إلى شبه جاف، حيث تمنع قمم سلسلة جبال لبنان الشرقية تأثيرات البحر المتوسط من الوصول إلى المدينة، كما أنَّ انفتاحها من ناحية الشرق والجنوب الشرقي على بادية الشام يجعلها عرضة لتأثيرات مناخية من البادية.
أهم الأماكن السياحية في دمشق:
الجامع الأموي الكبير:
يعتبر الجامع الأموي الكبير من أشهر المعالم في دمشق. يقع في قلب البلدة القديمة ويُعَدّ واحدًا من أقدم المساجد في العالم. تم بناءه في القرن الثامن الميلادي وقد خضع للعديد من التجديدات على مر العصور. يتميز الجامع بآثاره الأثرية والهندسية والفنية الرائعة ويعكس الفنون والتصاميم المعمارية المختلفة للعصور التي مرت بها المدينة.
السوق الحميدية:
السوق الحميدية هو سوق تاريخي مهم في دمشق. يعتبر مكانًا مثيرًا للاهتمام للزوار حيث يقدم مجموعة متنوعة من المنتجات المحلية واليدوية، بما في ذلك الحرف اليدوية والتحف والمنتجات الغذائية التقليدية. يعكس هذا السوق جوانب من التراث الثقافي والاقتصادي للمدينة.
قصر العظمة:
قصر العظمة هو قصر تاريخي يقع في مدينة دمشق. يُعدّ هذا القصر أحد أبرز المعالم الأثرية في المدينة، وقد تم بناؤه خلال العصور التاريخية المختلفة. يتميز بتصميمه المعماري الفريد والحدائق الخلابة، ويوفر للزوار فرصة لاستكشاف الثقافة والتاريخ المتنوع للمنطقة.
قلعة صلاح الدين الأيوبي:
قلعة صلاح الدين الأيوبي هي منطقة تاريخية وثقافية في دمشق تعود للعصور القديمة. تشمل المنطقة العديد من المباني والمعالم التاريخية مثل القصور والجدران والأبراج. توفر هذه المنطقة فرصة للزوار لاستكشاف الآثار القديمة والتعرف على تاريخ المدينة وثقافتها.
حديقة تشرين:
حديقة تشرين هي واحدة من المناطق الخضراء والمتنزهات في دمشق. تعد هذه الحديقة مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتمتع بالطبيعة والهواء النقي. تتميز بالمساحات الخضراء الواسعة والممرات المظللة والمرافق الترفيهية، مما يجعلها مكانًا مناسبًا للعائلات والزوار من جميع الأعمار.