حلب: مدينة التاريخ والروحانية في قلب سوريا

مدينة حلب هي إحدى أكبر محافظات الجمهورية العربية السورية وثاني أكبر مدينة بعد العاصمة دمشق من حيث عدد السكان، وتعد العاصمة التجارية والاقتصادية للبلاد، وتقع في شمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، وتبعد قرابة 355 كم عن دمشق.

تعد حلب واحدة من أقدم وأعرق المدن في العالم على الاطلاق، وقد ورد ذكرها في المخطوطات المصرية التي يعود تاريخها الى القرن العشرين قبل الميلاد.

تشتهر مدينة حلب بأطباقها اللذيذة ويعد المطبخ الحلبي من أشهر المطابخ حول العالم، واشتهرت المدينة بصناعاتها العريقة والمعروفة منذ القدم كصناعات النسيج وحلج القطن وصناعة صابون الغار وصناعات زيت الزيتون والصناعات الغذائية، كما تشتهر أيضاً  بالفرق الموسيقية الحلبية التقليدية التي تقوم بغناء الموشحات الدينية والقدود، ويشتهر قاطنو مدينة حلب بولعهم بالطرب والغناء والموسيقى وهي تعتبر أساساً عاصمة الطرب الأصيل في الوطن العربي، كما يطلق بعض الناس على حلب اسم مدينة الفن والفنون وذلك نطراً للعدد الكبير من الشعراء والأدباء والأطباء الذين ظهروا من المدينة.

 

تاريخ مدينة حلب وسبب التسمية:

تختلف الروايات حول تاريخ حلب ولكن من المؤكد أنّها من أقدم المدن المأهولة في العالم حيث تشير بعض الروايات أنًّ تاريخ المدينة يعود إلى قرابة 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتدل بعض الدراسات أيضاً إلى أنَّ تاريخ المدينة يعود إلى عشرات آلاف السنين قبل الميلاد، وقد كان أول مرةٍ تذكر فيه حلب بهذا الاسم في حوالي السنة 1800 قبل الميلاد، بينما كانت تسمى "أرمان"، و"هليا"، وسميت في الكتابات الأشورية "خلابا وخلوان"، وسميت بالعديد من الأسماء الأخرى عبر تاريخها الطويل، وقد عرفت المدينة باسم حلب في عصر الحضارة البابلية حيث ازدهرت المدينة في ذلك العهد وكانت إحدى أقوى ممالك المنطقة، قبل أن يدمرها الحثييون تحت قيادة مرسيلس الأول  في القرن الـ16 قبل الميلاد، لكنها استعادت دورها بعد أن ضعف وجود الحثيين بسبب الخلافات الداخلية.

بعد انهيار الحيثيين في الـ12 قبل الميلاد أصبحت حلب جزءاً من مملكة تل رفعت إحدى الممالك الآرامية، وفي نهاية القرن الـ9 قبل الميلاد أصبحت المدينة جزءاً من الإمبراطورية الآشورية الثانية، ومن ثم سقطت بيد المملكة البابلية الثانية، ومن بعدها الإمبراطورية الفارسية، وتلاها العديد من الممالك والإمبراطوريات الأخرى.

 كانت حلب تحت سيطرة مملكة آرام قبل أن يسيطر عليها الإسكندر المقدوني في عام 333 قبل الميلاد، ومنح خلافتها إلى السلوقيين الذين أطلقوا اسم "بيرويا" على المدينة، وبقيت المدينة تحت حكمهم حتى العام 64 قبل الميلاد حيث سيطر عليها الرومان الذين حكموا المدينة قرابة 3 قرون قبل أن يسطر عليها البيزنطيين.

كان العهد الإسلامي مفصلياً في تاريخ المدينة، حيث استطاعت جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد دخول المدينة في عام 637م، وذلك بعد سقوط الحكم البيزنطي فيها، وأصبحت المدينة جزءاً من الدولة الإسلامية، وقام الفاتحون بنشر اللغة العربية في المدينة وشهدت حلب في عهدهم ازدهاراً كبيراً، وبقيت المدينة تحت حكم الدولة الإسلامية حتى القرن العاشر الميلادي حيث تحولت إلى سيطرة البيزنطيين، ومن ثمَّ الصليبين.

استطاع العثمانيين السيطرة على حلب في عام 1516م، وقد شهدت المدينة في عهدهم نهضة أدبية وعمرانية كبيرة على الرغم من تدهور الحالة الاقتصادية، وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1918م.

بعد الانتداب الفرنسي على سوريا تمَّ تقسيم سوريا إلى 6 ولايات من بينها ولاية حلب، وقد كان الهدف من التقسيم هو تأديب السوريين على تصديهم للفرنسيين في معركة ميسلون، وفي عام 1925م قامت الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش والتي امتدت إلى العديد من المدن السورية، ورداً على ذلك طلبت فرنسا من أعضاء البرلمان الحلبي الموالين لها اعلان الانفصال عن دمشق، فثار الوطنيون بقيادة إبراهيم هنانو واشتعلت الاحتجاجات والإضرابات رداً على القرار ونجح الشرفاء الوطنيون في إحباط قرار الانفصال، وفي عام 1936م تمَّ توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا وقيام حكومة الملك فيصل، ونالت حلب استقلالها كجزء من سوريا.

 

مناخ مدينة حلب:

يعد مناخ مدينة حلب مناخاً شبه قاري، حيث يبلغ معدل درجات الحرارة بين 18-20 درجة مئوية، ومتوسط هطول الأمطار حوالي 385 ملم تهطل نسبة 80% منها بين شهري تشرين الأول وآذار.

 

أهم الأماكن السياحية في حلب:

- الجامع الكبير في حلب

بدأ بناء الجامع الكبير في القرن الثامن الميلادي في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 715م.. اقرأ المزيد 

دمشق حلب حماة
Booking.com

مدن أخرى من نفس بلد مدينة حلب