القدس: عاصمة فلسطين وأولى القبلتين
القدس، أو كما تعرف أيضاً بـ بيت المقدس أو القدس
الشريف أو باللغة العبرية أورشليم؛ هي عاصمة دولة فلسطين وإحدى أعرق
وأقدم مدن الشرق الأوسط والعالم وأهمها لما تحمله من أهمية دينية وتاريخية
وسياسية. تقع مدينة القدس في قلب دولة فلسطين ووسطها، ويحيطها الجبال والهضاب
والوديان من جهاتها الأربعة، وتبلغ مساحة مدينة القدس 125.156 كم مربع وبتعداد سكاني
كان قد بلغ 936.425 نسمة حسب آخر الإحصائيات التي أجريت في العام 2019. ويمثل
اليهود اليوم حوالي 60 بالمئة من إجمالي عدد السكان، واما العرب فيشكلون حوالي 38
بالمئة.
التسمية والتاريخ:
اتفق باحثو التاريخ أن
أقدم اسم معروف لمدينة القدس هو أورسالم، الاسم الذي يعتقد أنه يعود لأكثر من 2000
عام والذي وجد ضمن مخطوطات مصرية، وعند قدوم اليبوسيين للمدينة أطلق عليها اسم
يبوس، وأما في الكتب المقدس عند اليهودية والنصرانية، عرفت المدينة باسم أورشليم،
والتي اتفق علماء التاريخ واللغات أنها تعني مدينة السلام. وقد عرفت المدينة أيضاً
بأسماء أخرى كهيروسيليما أثناء الحقبة اليونانية وإيليا باللاتينية وأخيراً القدس
العربية أثناء العهدة العمرية.
يعود تاريخ مدينة القدس
إلى أكثر من 5000 قبل الميلاد، تعاقبت عليها العديد من الحضارات والحقب التاريخية العامة
التي سطرت مجرى تاريخ المنطقة والعالم. بداية من العصر الكنعاني في الوقت الذي
يعرف تاريخياً بالعصر النحاسي وامتداداً إلى العصر البرونزي لاحقاً، وترجح بعض
الأبحاث أن الكنعانيون هم من بدأو أول حضارة فعلية في تاريخ مدينة القدس. ومن ثم
بدأ توافد العرب الساميون إلى المنطقة حيث ترجح بعض الأبحاث الأخرى أنهم من أسسوا
أولى حضارات المنطقة. وأما بالنسبة للرواية المذكورة في التوراة، يزعم فيها اليهود
أن نوح بن سام هو من أسس المدينة. وفي
العهد اليهودي للمنطقة فقد شهدت مدينة القدس عدة ممالك يهويدية أهمها مملكة النبي
داود وسليمان قبل قدوم البابليين بقيادة ملكهم الشهير نبوخذ نصر واستيلائهم على
المدينة، ليلحق بالمدينة لاحقاً اسكندر المقدوني ويفتتح عهداً للبلاطمة في حكم
المدينة. ولاحقاً ضم بلطيموس المدينة وفلسطين لمصر قبل أن يفتكها منه السلوقيين
وبعدهم الإغريق.
وفي العام 636 ميلادي
قام عمر بن الخطاب بفتح مدينة القدس رفقة جيش من المسلمين، ودخل أسوارها ونشر
الإسلام في أرجاء المدينة وبدأ ما يعرف آنذاك يحقبة العهدة العمرية التي ضمنت
لجميع الأديان والطوائف حرية الدين والمعتقد وسمحت لهم بالعيش بسلام قبل أن يحتلها
الصليبيون لاحقاً في حملاتهم التي استهدفت الشرق الأوسط، ليعيد الأيوبيين بقيادة
صلاح الدين الأيوبي فتح المدينة بعد معارك ضارية خاضها مع الصليبيين. ولاحقاً
استولى التتار على المدينة ليلحقهم العثمانيون، حيث شهدت المدينة في عهدهم تطوراً
وتوسعاً ملحوظ، وحافظوا على أهميتها وعظمتها.
ومع بداية الحروب
العالمية دخلت القوات البريطانية مدينة القدس، ومن ثم تم تسليمها بصفقة سياسية
خبيثة لما يعرف اليوم بالكيان الصهيوني، لتتواصل معاناة أصحاب الأرض مع من ظلمهم.
المناخ:
تتميز المدينة بمناخها
المتوسطي الذي يعرف بصيفها الحار والجاف وشتاءها المعتدل الممطر في بعض الأحيان،
ويحدث نادراً هطول للثلوج. ويكون متوسط البرودة في الشتاء 9 درجات مئوية وفي فصل
الصيف تبلغ 24 درجة مئوية.
أهم الأماكن السياحية في القدس:
- حائط البراق
- كنيسة القيامة