المسرح الأثري بقرطاج: رحلة عبر التاريخ والفن في تونس
المسرح الأثري بقرطاج أو كما يعرف أيضا بـ المسرح الروماني بقرطاج أو الأمفيتياتر، شُيّد في أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وأعاد القيصر الروماني الشهير يوليوس قيصر إعماره في منتصف القرن الثاني بعد الميلاد عندما أصبحت قرطاج عاصمة للإمبراطورية الرومانية قي أفريقية. وكان مسرح قرطاج من أهم المراكز الثقافية في الإمبراطورية الرومانية، وخصيصاً في قرطاج الذي عرف عن سكانها ولعهم الشديد بالفنون والمسرح والفلسفة والعروض المسرحية والموسيقية.
كان مبنى المسرح الأثري بقرطاج ضخم جداً وبشكل وتصميم مهيب بالنسبة للمعايير في ذلك الزمان، حيث كان يتسع لقرابة العشرة آلاف متفرج، وتصميمه الهندسي المعقد جعله قادراً على مقاومة الهزات الأرضية، إضافةً إلى الزخارف المعمارية والتماثيل التي كانت تملئ أرجائه.
كان مسرح قرطاج الأثري موطناً للعديد من الفلاسفة والأدباء الشهيرين في التاريخ، ولعلّ أشهر من ألقى فيه خطبهم الأديب الروماني الشهير أبوليوس.
تعرض المسرح لاحقاً لدمار كبير في القرن الخامس ميلادي على يد الوندال، ولكن تمت إعادة ترميمه واكتشافه في ستينات القرن المنصرم.
منذ ذلك الوقت وجانباً لكونه معلماً أثرياً متألقاً، أصبح موطناً لمهرجان قرطاج الدولي الشهير والذي يعد من أشهر المهرجانات الفنية السنوية في المنطقة وأعرقها.