المسجد الأقصى .. تاريخه وأقسامه

المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين في الإسلام، والذي كان متعارفاً عليه من قبل ببيت المقدس كما ذكر في الكتب المقدسة والأحاديث النبوية الشريفة.

 يقع المسجد الأقصى الحقيقي داخل البلدة القديمة بمدينة القدس في فلسطين، ويعد أحد أكبر المساجد بالعالم وهو كامل المنطقة المحاطة بالأسوار بمساحة تبلغ 144 ألف متر مربع، ويطلق على كل ما هو بداخل الأسوار اسم المسجد الأقصى ويشمل المسجد القبلي، مصلى قبة الصخرة، المصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، كما يضم العديد من المعالم الأثرية والتاريخية ويصل عددها إلى 200 معلم أثري.

تاريخ المسجد الأقصى :

• من بنى المسجد الأقصى ؟

ورد في بعض الأحاديث النبوية أنه تم بناء المسجد الأقصى بعد 40 عام من بناء الكعبة المشرفة. ويختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى كما اختلفوا على تاريخه، وهم على عدة أقول منها أن الباني الأول هم الملائكة، أو آدم عليه السلام، أو أبنه شيث، أو نوح عليه السلام، أو النبي إبراهيم عليه السلام.

• حدود وأهم معالم المسجد الأقصى :

إن حدود المسجد الأقصى لم تتغير منذ أن وجد على الأرض بعكس المسجد النبوي والمسجد الحرام فقد تمت توسعتهما، ويتكون المسجد الأقصى من أربعة مآذن، وسبع مصليات أساسية وهم :

1)    المصلى المرواني:

والذي يعرف قديماً بالتسوية الشرقية ويقع في الجزء الأسفل من الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، وتم بناءه في العهد الأموي على يد الخليفة عبد الملك بن مروان وسمي نسبةً له، ويحتوي على أكبر قدرة استيعابية للمصلين وتصل مساحته الإجمالية إلى ما يقارب 4000 متر مربع.

2)    جامع النساء:

يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى، يعود تاريخ بناءه إلى العهد الصليبي حيث بني ككنيسة وأستعمله الصليبيون على هذا النحو إلى أن تم تحرير القدس من قبل صلاح الدين الأيوبي ليصبح لمصلى مخصصاً للنساء.

3)    الجامع القبلي:

وهو أحد أهم معالم المسجد الأقصى المبارك، حيث يعتبر المصلى الرئيسي الذي تقام فيه صلاة الجمعة. أول من قام ببنائه هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الخامسة عشر للهجرة، أما بالنسبة للشكل الحالي فيعود للعصر الأموي حيث قام بتجديده الخليفة عبد الملك بن مروان.

4)    مسجد قبة الصخرة:

وهو تحفة معمارية تم بناؤها بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان، وهو أهم وأبرز المعالم في المسجد الأقصى. تابع مقالة قبة الصخرة.

5)    مسجد البراق:

يقع في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى ويعد من أهم أقسامه، وهو أحد أهم الأماكن التي تواجد فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يعود سبب تسميته بالبراق نسبةً للمكان الذي ربط فيه الرسول صل الله عليه وسلم دابته "البراق" خلال رحلة الأسراء والمعراج، وفيه حلقة عثمانية وضعت بنفس المكان الذي ربط عندها البراق.

6)    مصلى الأقصى القديم:

يوجد أسفل الجامع القبلي، يمكن الدخول إليه عبر درج يقع قرب الرواق الأوسط في الجهة الشمالية من المسجد القبلي، بني في العصر الأموي ليكون ممراً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية القريبة من المسجد الأقصى. يحتوي على غرفتين كانتا تستخدمان للحرس الملكي الأموي، واحدة تقع عند المدخل الجنوبي للمصلى والتي تحتوي على عنصر معماري مميز وهو وجود قبتين عند المدخل، وتقع الغرفة الأخرى عند المدخل الشمالي.

7)    مسجد المغاربة:

يقع جنوب حائط البراق في الزاوية الجنوبية من المسجد الأقصى، ويقال أن من قام ببنائه هو القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي عام 1193م، ويستعمل اليوم كقاعة لأغراض المتحف الإسلامي.

• أهم أبواب المسجد الأقصى :

1) باب المغاربة:

هو أصغر أبواب القدس، ويقع عند الحائط الجنوبي لسور المدينة.

2) باب العمود:

يعود تاريخ وجوده إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني، ويقع عند منتصف الحائط الشمالي لسور القدس. يعلوه قوس مستدير بين برجين، ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة.

3) باب الأسباط:

 يعود تاريخه أيضاً لزمن السلطان سليمان القانوني، ويقع عند الحائط الشرقي لسور القدس.

4) باب الساهرة:

يشبه في الشكل باب الأسباط، ويُعرف باسم باب هيرودوتس، يقع على الجانب الشمالي لسور القدس وهو بسيط البناء.

5) باب النبي داود:

يُعرف باسم باب صهيون، ويؤدي بشكل مباشر إلى ساحة داخل السور.

6) باب الخليل: 

يعرف باسم باب يافا، ويقع عند الحائط الغربي لسور القدس.

7) الباب الجديد:

يعود تاريخه إلى عام 1898 زمن الإمبراطور الألماني غليوم الثاني الذي كان في زيارة لمدينة القدس حينها وتم بناء الباب ليدخل منه.

8) باب الرحمة:

هو باب يعود تاريخه للعهد الأموي، يقع جنوبي باب الأسباط، وهو واحد من الأبواب المغلقة منذ زمن الدولة العثمانية، وقد أغلقته الأخيرة بسبب انتشار خرافة بين الناس حينها تقول أن الأجانب سيقومون باحتلال مدينة القدس بالدخول من هذا الباب.

• قباب المسجد الأقصى :

يحتوي المسجد الأقصى على العديد من القباب التي تعرف بأنها من أبرز المعالم والتحف الإسلامية التي تحمل رمزاً هاماً، ويبلغ عددها 13 قبة تحمل كل قبة منهم اسماً خاصاً مثل قبة الأرواح، قبة يوسف، قبة النبي، قبة النبي عيسى، قبة النبي سليمان وقبة المعراج. وأقسام أخرى تحتوي الكثير من المعالم المقدسة والتي تعد الصخرة المشرفة الموجودة داخل مسجد قبة الصخرة إحداها.

الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة : 

يخلط الكثير من المسلمين وغير المسلمين اليوم ما بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فهل مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى؟! الجواب: لا، فمسجد قبة الصخرة هو جزء من الحرم المقدسي أو ما يعرف بـ حرم المسجد الأقصى الذي يقع على مساحة تبلغ 144 ألف متراً مربعاً، ويشمل؛ المسجد المرواني ومسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي ومصلى باب الرحمة، ويصل عدد المعالم الموجودة فيه إلى ما يقارب 200 معلم يتنصّفهم مسجد قبة الصخرة ويُعد أعلى نقطة داخل حرم المسجد الأقصى.