اكتشف جمال سوريا الساحر: أرض العجائب القديمة
سوريا (بالإنجليزية: Syria) أو كما تُعرف رسمياً بـ الجمهورية العربية
السورية (بالإنجليزية: Syrian Arab Republic)، هي
دولة عربية تقع في منطقة الشرق الأوسط على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط،
بمساحة 185180 كم2. تحدها من الشمال تركيا، ومن الشرق العراق، ومن
الجنوب الأردن وفلسطين، ومن الغرب لبنان والبحر المتوسط. عاصمتها مدينة دمشق
أقدم عواصم ومدن العالم، وأكبر مدن الدولة من حيث عدد السكان مدينة حلب تليها حمص
ثم اللاذقية. اقتصاد سوريا كان يعتمد قبل الحرب بشكل أساسي على السياحة والزراعة
والخدمات والثروات الباطنية التي لم تكن مستثمرة بالشكل الكافي.
السوريون بشكل عام شعب
متنوع ثقافياً ودينياً وعرقياً، غالبية الشعب هم من العرب السنة يليهم العلويون
والتركمان والأكراد والمسيحيين والسريان والدروز والشركس. اللغة الرسمية للبلاد هي
العربية أما المجموعات العرقية وإن كانوا أقليات فإنهم يتحدثون فيما بينهم بلغاتهم
الأم في معاملاتهم اليومية إلى جانب اللغة العربية واللهجة السورية؛ كتحدثهم
بالكردية والسريانية والتركية والآرامية والأرمنية والشركسية.
التسمية والتاريخ:
يعتقد أغلب الباحثون أن
تسمية سوريا بهذا الاسم يعود إلى اسم الإمبراطورية الآشورية مع استبدال حرف الشين
فيها إلى سين، والإمبراطورية الآشورية هي دولة نشأت ونشرت حضارتها في منطقة الهلال
الخصيب (حوض نهري دجلة والفرات والجزء الساحلي من بلاد الشام)، أما العرب فقد
كانوا يسمونها الشام وهو اسم يعني بأرجح الأقوال؛ اليسار
أو الشمال، والمقصود فيها شمال الحجاز، ولا يزال هذا الاسم مستخدماً اليوم لوصف
العاصمة دمشق أو وصفاً لسوريا الطبيعية (بلاد الشام: سوريا وفلسطين ولبنان
والأردن). كتابة الاسم رسمياً سورية نظراً للتأثر باللغة
العثمانية لكنها وحسب قواعد اللغة العربية يجب أن تكتب بالألف وليس بالتاء
المربوطة.
- التاريخ القديم:
وُجد في سوريا آثار بشرية
تعود لآلاف السنين وتمتد من العصر الحجري نحو 150.000 عام قبل الميلاد، أما العمل
فيها بالزراعة فيعود إلى نحو 12.000 سنة قبل الميلاد، وقد قصدتها المجتمعات نظراً
لخصوبة تربتها ومناخها الجيد ووقوعها على أهم طرق التجارة العالمية قديماً وكونها
طريقاً للجيوش. قامت فيها مجموعة دول وإمبراطوريات وممالك قوية امتدت على كامل
بلاد الشام كالإمبراطورية الآشورية والسلوقية والرومانية والبيزنطية وصولاً
لاعتبارها حاضرة الدولة الأموية ثم الدولة العباسية فالعثمانية التي استمرت حتى
قيام الحرب العالمية الأولى. وسوريا تعتبر جنباً إلى جنب مع العراق مهد الحضارة
البشرية، وقد مرت بعدة حضارات على مر التاريخ كالحضارة الآمورية والكنعانية
والآرامية التي استمرت حتى استعراب المنطقة بالفتوحات الإسلامية. أما الممالك فاشتهرت
فيها ممالك عديدة كمملكة يمحاض وماري وإيبلا وأوغاريت ومملكة كانا.
- الدولة الأموية والعباسية:
بدأت الفتوحات الإسلامية
لسوريا سنة 636م على يد أبو عبيدة بن الجراح عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن
الخطاب، وبعد فترة قليلة كانت هذه المنطقة معقل أول حرب أهلية في الإسلام والتي
انتهت بنشوء الدولة الأموية وعاصمتها مدينة دمشق سنة 661م واستمرت حتى سقوطها على
يد العباسيين. توسّعت سوريا توسعاً واضحاً وازدهرت ثقافياً واقتصادياً وفكرياً
كونها احتوت مقر عاصمة الدولة الأموية، كما يوجد الكثير من الآثار المتبقية حتى
الآن من الدولة الأموية. بدأت الثورة العباسية سنة 749م واستطاعت الاستيلاء على
مناطق النفوذ الأموي لا سيّما العاصمة دمشق، لكن نظراً لأن عاصمة الدولة العباسية
كانت بغداد لم يتم الاهتمام بسوريا كما كانت في عهد الدولة الأموية سوى في الأجزاء
الشرقية منها ووادي الفرات حيث استقر في هذه المناطق البعض من الخلفاء والقادة
والأمراء. في زمن ضعف الدولة العباسية نشأت في المنطقة بعض الدول شبه المستقلة عن
الدولة العباسية كالدولة الحمدانية ودولة "سلاجقة سوريا" التي استطاعت
إعادة نفوذ العباسيين على أرض الشام بعد دخول المنطقة تحت حكم الدولة الفاطمية.
وبعد تفكك دولة سلاجقة سوريا دخلت المنطقة في حروب أهلية حتى وصول جيوش الحملة
الصليبية الثانية إلى حوالي دمشق لكنها لم تتمكن من دخولها مثلما فعل الزنكيون بعد
ذلك، وصولاً إلى الدولة الأيوبية التي ورثت الزنكيين، واستطاع صلاح الدين الأيوبي
توحيد الشام ومصر وفتح القدس. خلف الأيوبيون في الحكم دولة المماليك وسيطروا على
كامل بلاد الشام بعد طرد الصليبيين من أنطاكيا، وفي هذه الفترة احتل وأحرق المغول
مدينتي حلب ودمشق بقيادة هولاكو، وبعد ذلك تمكّن المماليك من طرد المغول منها في
معركة عين جالوت، ثم بعد قرن من الزمن دُمرت هذه المدن مرة أخرى على يد تيمورلينك
سنة 1401م. وبشكلٍ عام كان حكم المماليك لأراضي سوريا سيئاً جداً حيث انتشرت
الأوبئة والأمية وكثرت المجاعات وتقول الأبحاث أن عدد سكان سوريا انخفض في تلك
الفترة إلى الثلث.
- الدولة العثمانية:
بعد فتح السلطان سليم
الأول لسوريا في 24 آب/أغسطس سنة 1516م في معركة مرج دابق دخلت المنطقة تحت حكم
الدولة العثمانية، بقت بلاد الشام تحت تقسيم إداري موحد، وبدأت مدينتي حلب ودمشق
بالازدهار خلال القرنين السادس والسابع عشر حيث كانت دمشق منطلقاً لقوافل الحج،
وكانت حلب أيضاً ممراً للقوافل التجارية الذاهبة ناحية العراق وبلاد فارس. لكن مع
منتصف القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر عمّت المنطقة فوضى كبيرة وحروب
بين الولاة ونزعات تطالب بالاستقلال ولعبت هجمات البدو دوراً كبيراً في زيادة
الفوضى حتى دخلت المنطقة سنة 1831 تحت حكم محمد علي باشا الذي اتّسم حكمه بالإصلاح
الإداري ولكن أدت بعض الأمور التي انتهجها كالتجنيد الإجباري وغيره إلى قيام ثورات
محلية عام 1833، حتى تمكّن عبد المجيد الأول سنة 1840 بدعم من روسيا وبريطانيا من
استعادة الأراضي السورية وإعادتها تحت حكم الدولة العثمانية. ومنذ سنة 1840 وحتى
قيام الحرب العالمية الأولى ازدهرت المنطقة فكرياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً
ونمت حركات النهضة العربية وأُسّست المدارس المحلية والأجنبية والصحف والمجلات
ودور النشر غير أن هذا لم يحصل سوى في المدن الكبرى أما في المدن الصغيرة والقرى
فقد استمرت سيطرة القوى الإقطاعية. لا تزال إلى الآن في سوريا مواقع معمارية تعود
لزمن حكم الدولة العثمانية من أسواق وقصور ومساجد ولكنها بأغلبها لا تتواجد سوى في
المدن الكبرى مثل دمشق وحلب.
- الانتداب والجمهورية الأولى والثانية:
انطلقت الثورة العربية
الكبرى سنة 1916، واستطاعت الجيوش العربية مع قوات الحلفاء دخول سوريا أواخر سنة
1918، وفي سنة 1919 أُسّس البرلمان السوري أو ما يُعرف بالمؤتمر السوري العام، ومن
ثم أُعلن عن قيام المملكة السورية العربية سنة 1920 لكن لم يتم الاعتراف بهذه المملكة،
ودخلت فرنسا في شهر يوليو سنة 1920 إلى دمشق بعد معركة ميسلون وبدأ الاستعمار
الفرنسي للأراضي السورية. اندلعت في عام 1925 الثورة السورية الكبرى واستمرت حتى
عام 1927. في عام 1930 وُضع أول دستور للدولة السورية وفي عام 1932 انتُخب محمد
علي العابد أول رئيس للجمهورية، ثم تتالت الأحداث ومن أهمها الاضراب الستيني الذي
لحقته معاهدة 1936 واحتجاجات فصل لواء الإسكندرون عام 1939. تمكن الحلفاء في الحرب
العالمية الثانية من احتلال سوريا من خلال معركة دمشق سنة 1941، ثم في عام 1943
انتُخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية ونالت سوريا استقلالها الكامل عام 1946.
لتبدأ بعد ذلك بأعوام حقبة الانقلابات مع انقلاب حسني الزعيم الذي تلاه انقلاب
سامي الحناوي وانقلاب أديب الشيشكلي، إلى أن وصل النفوذ الناصري ذروته وأُعلن سنة
1958 عن قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر الذي تلته نكسة الانفصال
عام 1961 وبعدها انتخب ناظم القدسي رئيساً للجمهورية.
يمكن لنا القول أن
الجمهورية الثانية بدأت مع انقلاب حزب البعث في 8آذار/مارس سنة 1963 الذي ألغى
الدستور وقام بنفي الشخصيات السياسية خارج البلاد وحل جميع سلطات الدولة من قضائية
وتشريعية وتنفيذية، أعقبه انقلاب 1966 ثم خسارة الجولان سنة 1967 وانقلاب 1970
الذي أسماه وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد بالحركة التصحيحية واستولى من خلاله على
السلطة ورئاسة البلاد. عام 1973 أقر حزب البعث دستوراً جديداً لسوريا اتخذ صفة
الحزب الواحد، وفي عام 1979 بدأت حركة الإخوان المسلمين بالانتفاض في وجه نظام
الحكم ما دفع نظام حافظ الأسد لارتكاب مجزرة مدينة حماة سنة 1982 التي راح ضحيتها
ما لا يقل عن عشرة آلاف مدني وتهجير أغلب الشخصيات السياسية بحجة انتمائهم
للإخوان. في عام 2000 وعقب وفاة حافظ الأسد عُدّل دستور الجمهورية العربية السورية
ليخلف من خلال هذا التعديل بشار الأسد أباه حافظ في السلطة. ومع أداء بشار الأسد
لقسمه بتاريخ 17 يوليو/تموز 2000 اندلع ما يسمى بـ"ربيع دمشق"
وهو فترة شهدت انفتاحاً فكرياً وسياسياً من قِبَل بعض السياسيين والطلبة وأصحاب
الفكر ولكن سرعان ما انتهى في 17 فبراير/شباط من عام 2001 بقبضة أجهزة الأمن
والاستخبارات، وبعدها تم تجميد جميع الأنشطة السياسية واستمر الوضع كذلك حتى
اندلاع الثورة السورية سنة 2011.
- الربيع العربي والثورة السورية:
في الخامس عشر من مارس/آذار عام 2011 اندلعت احتجاجات في عدة مدن
سورية تيمّناً بالربيع العربي لعدة أسباب أهمها فساد مؤسسات الدولة وإحكام القبضة
الأمنية على الشعب، طالبت هذه الاحتجاجات نظام بشار الأسد بالتخلي عن السلطة
وانتشرت بشكل واسع جداً تدريجياً في جميع محافظات البلاد، ولكن رد السلطة الحاكمة
من خلال أجهزة الأمن والجيش بالقمع والرصاص والاعتقالات التي تنتهك حقوق الإنسان
أدى لتسلّح الثورة وظهور حركات مسلحة وانشقاقات في صفوف جيش النظام ونشوء ما يعرف
بالجيش السوري الحر، وسرعان ما تحولت احتجاجات الثورة إلى حرب مدن استخدم فيها
نظام الأسد أسلحة ثقيلة ومحرمة دولياً وأشرك فيها عدة دول من بينها روسيا وإيران
ما أدى لتدمير البنية التحتية وتهجير ما لا يقل عن 14 مليون مواطن سوري داخلياً
وخارجياً وقتل ما يقارب المليون مدني، ورغم إخماد النظام وحلفائه للثورة بقوة
السلاح في أغلب مناطق البلاد لا تزال الحرب والثورة مستمرة حتى تاريخه...
المناخ:
يتوزع المناخ في سوريا إلى شقّين أولهما على المناطق الساحلية والقريبة من الساحلية وهو المناخ المتوسطي، والشق الآخر متوزع في باقي المناطق ويُعرف بالمناخ الجاف. المناخ الجاف هو مناخ يتميز ببرودة شديدة شتاءً وبشدة حرارته في الصيف، أما المناخ المتوسطي فيتميز برطوبة عالية وبشتاء بارد وماطر وصيف جاف وحار مع وجود فصلين انتقاليين هما الربيع والخريف.
الاسم الكامل: الجمهورية العربية السورية
العملة الرسمية: الليرة السورية
العاصمة: دمشق
عدد السكان: 18 مليون (داخل سوريا)
اللغة الرسمية: العربية
تاريخ التأسيس: 8 مارس/آذار 1920
الاستقلال التام: 17 أبريل/نيسان 1946
المساحة: 185180 كم2
المعلومات
رمز ثنائي | رمز ثلاثي | رمز الاتصال | تعداد السكان |
---|---|---|---|
SY | SYR | 963 | 2140000 |
اللغات
الاسم | الاسم الأصلي | رمز ثنائي | رمز ثلاثي |
---|---|---|---|
Arabic | العربية | ar | ara |
العملات
الاسم | الكود | الرمز |
---|---|---|
Syrian pound | SYP | £ |